في تلك الأثناء طلع عليهم زميلهم (باس)، فتنحنح وحياهم قائلا:
ـ السلام عليكم.
ـ وعليكم السلام، أيها الأخ الذي لا يستغني عن التنحنح، يا (باس) لقد كان كل منا يذكر مفاخره، وسنجعلك حكما بيننا، فاحكم بما أراك الله...
... (باس) يبكي....، فيتفاجأ الجميع، وتبدو على وجوههم الدهشة والاستغراب !!
ـ الخبز: هل ماتت بائعاتك يا باس، ما الذي دهاك؟
ـ باس: لا، بل الأمر أدهى من ذلك وأمر!! إني أعتب عليكم أيها الأصحاب، هل هذا وقت التفاخر وذكر المآثر، ونحن نفقد حبيبا لنا جميعا، وصاحبا لا نستغني عنه أبدا، هو المــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء...
ـ القمح: صحيح، صحيح، لقد أصبت في التذكير والتنبيه.
ـ باس: أنا أعلم أني أكثر المتضررين لفقد الماء، ولكنني لست الوحيد.
ـ الأرز: لقد حدثني الماء منذ سنوات أن (القوم) حين جاءوه في التسعينيات، وهو في أعماق بحيرة، شمال شرق مدينة مقطع لحجار، قال لهم: إنه مصاب ب (لكواتر)، لكنهم أصروا على استخراجه قهرا، فلما بدا له أن القوم ماضون في تمريض الساكنة قرر أن يغور، تعاطفا مع الساكنة، ولم يبق لهم إلا قدر ما تقوم بها ضروريات الحياة، ريثما يصل إليهم قادما من الغرب.
ـ باس: لكنه تأخر كثيرا، يبدو الأمر غريبا بالنسبة لي.
ـ الخبز: سمعنا سنة 2010 أنه سيأتي بعد عام، وذلك ما لم يحصل !!
ـ الأرز: دعونا نتصل به ليوضح لنا حقيقة خبره.......، آلو آلو أيها الماء أين أنت؟
ـ الماء: لفد كنت قادما إليكم من الغرب، ولما وصلت (بوحشيشه) شمال مدينة ألاك حبسني القوم هنا، ووضعوا في طريقي حفرا كبيرا منعني الوصول إليكم، لكنني لن أتخلى عن الأهل ما استطعت إلى ذلك سبيلا...
هنا دخلت الأطعمة كلها في بكاء شديد وحزين على ما وقع، لاسيما وأن الصيف على عتبات الأبواب...مشاهدة المزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق